الأربعاء، 16 أبريل 2014

ملاحظات على مشروع الائتلاف و الدوله المدنيه

حديث دارج ونشط يدور هذه الايام في الكويت بعد اطلاق ائتلاف المعارضة لمشروع الاصلاح الدستوري الجديد , وفي البدايه يجب ان نشيد اولا بتحرك بتحرك القوى السياسيه للمرة الاولى نحو هدف ما بشكل جماعي لا منفرد , وهذه فائده كبيرة وتطور مهم .


ان اهم حديث ظهر و نقاش استمر كان حول مفهوم " مدنية الدولة " وهو النقاش الذي بداه التيار التقدمي والدكتور بدر الديحاني في نقدهم ل بعض ما ورد في مشروع الائتلاف ..
واتى رد الدكتور فواز الجدعي الخاص بهذه النقطه بالذات " وهي ما سنناقشه في هذا المقال " بعيد جدا عن فحوى الخلاف الاصلي , علل الدكتور رده بنقتطين  هي ..

1- ان المشروع المقدم هو عبارة عن تعديلات دستورية وليس دستور جديد , وانه متمسك ببناءه الدستوري القديم التي نتمسك بها بقوة. انتهى الاقتباس 



في البدايه نحفظ حق الجميع في ارائهم , وللجميع ايضا حق نقد هذه الاراء ,
لذا كان النقد هدفه هو ان القيام بعمل تعديلات دستوريه لمواد اخرى وتجاهل هذه الماده التي تعني بتوضيح دور الدين في الدولة سوف يجعلنا نستمر بنفس المشكلات المتكررة والافخاخ نفسها ..
ان الدوله للجميع وهي تقف بمسافة واحده من الجميع بـ اعتبار الجميع مواطنين متساويين , لا تفرق بينهم , وتكون قوانينهم سارية على الجميع ان تدخل في تفاصيلهم الدينيه او المذهبيه , حتى تكون عادلة ..


2- ان مفهوم الدولة المدنيه يقبع فقط في العالم الاسلامي وان البعض ربما قصدوا مؤسسات المجتمع المدني .


وهذا خلط , الحديث هنا ليس عن المفهوم ولا يبرر عدم وجوده في العالم الا في العالم الاسلامي لـ نفيه , الحديث كان عن الدولة و دورها الحقيقي سواء كان اسمها علمانيه او مدنيه , وهو محاولة للابتعاد عن جوهر النقاش ,
مدنية الدوله او علمانيتها سمها ما شئت هي صفه صريحه للدولة الحديثة , فلا تكون دولة حديثة تعبر عن التطور الانساني الكبير ما لم تكن مدنيه الطبيعه وان ما سواها ما هي الا استثناءات تعيش في خلل بنيوي كبير وان حاولت تغطيته بوسائلها المختلفه .
ان نشأت الدولة اصلا كانت اداة لـ استعياب تحول الانسان من حال الوجود الطبيعي الغارق في اشباع حاجاته الى حالة اخرى ,  تنظم حاجته للاجتماع الضروري مع لاخريين داخل الاطار الرئيسي الممثل في الدولة . , تحول فيه هذا التطور من نظام حاكم يفرضه القوي على الضعيف , الى دوله الحق والعدالة التي اوجدها هو , وهي كما قال لوك في وصفها قانون الحق الذي تصوغه الجماعه , لـ يشكل دولة الحق لا دوله القمع والاكراه ..
مدنيه الدولة بشكلها المعرفي القائم على الحق هي القادره على حماية الانسان من ان يتحول الى اداة بقبضة يد اقوى منه , وهذه القبضة غالبا ما يتم وصفها في الدوله الدينيه " يد الله " التي هي اصلا يد الزعيم الديني او الايدلوجيه التي يحاول البعض تفسيرها بانه قوة الله , او ما يتم وصفها بالدولة الشمولية " يد الزعيم الاعلى " التي يحاول تفسيرها ايضا البعض انها يد الدوله او مصلحته .. الخ

لذلك كان ومازال الانسان يشغل نفسه ويطورها في محاولات منه للعيش في بسلام مع الاخريين في مجتمعه دون تتقاطع بينهم ما يحد عن اتحادهم و عزلهم , لذا كانت هناك المدنيه للدولة او ما شئت تسميتها هي الاطار الجمعي للافراد دون ان يتعدا احد على احد ..






الكل يعلم حجم معاناه الناس المتكررة من ازماتها المتجدده السياسيه كان اهم عامل فيه هي عدد الافخاخ الموجوده في الدستور الكويتي , وان خروج الناس الغاضب كان من اجل هدف التغيير للواقع وخلق واقع جديد اكثر حداثة و يلائم العصر و يفتح الافاق للمستقبل للوطن , وان اكثر معضلة كانت تعانيها الدولة هي الخلط بين الدوله و الدين , واستخدام الدين واستغلاله في السياسه من خلال تفسيرات لا تمت ابدا لـ دستور كفل للناس اداره شوؤنهم الخاصة ثم يقوم نفس الدستور بوضع " وصاية " ما يستخلص منها تفسيرات " ما " يستخدمها ويستغلها البعض لـ اهدافه الخاصة يقوم بفرضها بحجه دستورية على الجميع .